Page 101 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 101
101
أتذكر أنها آخر نظرة أنظر إليه في هذه الدنيا ويصيبني حزن شديد ،ثم أتذكر أنه
كان - فيما نحسبه والله حسيبه ولا نزكيه على الله -رجلا صالحا ،لعله
يشفع لنا فأفرح بذلك ،فـ يا رب أسكنه فسيح جنانك.
ولما انتهينا من صلاة الظهر بعد أن اجتمع عدد كبير من الناس وقمنا للصلاة
عليه ،وكان الإمام الشيخ عبدالرحمن السمحي ،فهدأت نفوسنا قليلا.
دفن :
دفناه في المقبرة القريبة من ذلك المسجد ،وهي مقبرة ©ماجل الدمة» وكان عدد
الناس لا بأس بهم ،وكان من آثار مخالفة وصيته ،والصلاة عليه في هذا
المسجد أن حصلت بعض البدع التي هو منها بريء ،مثل ما كان يردد بعض
العوام ©لا إله إلا الله® بصوت مرتفع وراء الجنازة ،وكذلك قراءة سورة يس فوق
قبره ،وبعض الذين قرؤوا طالبوا أهل الميت بعد الدفن مالا ،وكانوا يقولون:
حق الفقيه ،فقلت :سبحان الله أصبح القرآن للبيع والشراء ،فأعطاهم أهل
الميت.
هذا كله من آثار مخالفة الوصية ،ثم لما دفناه وواريناه بالتراب ودعونا له،
وتركناه في قبره وحيدا ،ينفعه عمله الذي قد عمل في الدنيا{ ،ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ
ﳕ ﳖ ﳗ} [النجم.]39:
و نا :لبعضنا لماذا الحزن فالله أولى به ،وهو الحكيم الخبير ،وله الحكمة
البالغة وهو أرحم بعباده وأصفيائه.