Page 99 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 99

‫‪99‬‬

‫َر َأيتم ال َجنَا َز َة‪َ ،‬فقوموا»(‪)1‬وكنت أتذكر وأقول‪ :‬رحل الذي كان يقول لي‪ :‬الحياة‬
‫فرص ولا يدري الشخص متى ينزل به الأجل‪ ،‬ها قد نزل به‪ ،‬ولكن لا نقول‪ :‬إلا‬
‫ما يرضي ربنا‪ ،‬وإنا لله وإنا إليه راجعون‪ ،‬وحسبنا الله ونعم الوكيل‪ ،‬وأسأل الله أن‬
‫يرحمه رحمة الأبرار‪ ،‬وأن يسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار‪ ،‬وأن يعصم‬

                                                ‫قلوبنا بالصبر والسلوان‪.‬‬
                                  ‫‪ ‬تجه ه للتغس ‪ ،‬وتغس ل ‪:‬‬
‫لما سمع الإخوة الفضلاء خبر موته ‪ ،‬تحركوا من معبر إلى صنعاء‪،‬‬
‫برفقة الشيخ عبدالرحمن السمحي ومعهم بعض الإخوة الكرام‪ ،‬من أجل‬
‫التشاور مع أبنائه في تغسيله‪ ،‬والصلاة عليه في معبر ودفنه هناك‪ ،‬وقالوا‪ :‬لأبنائه‬
                    ‫انتظروا حتى نصل إليكم ولا تستعجلوا في فعل أي شيء‪.‬‬
‫وقال لهم الأخ عبدالرحمن العجي‪ :‬لقد و ّصاني والدكم أني أغسله إذا مات‪،‬‬
‫وكان يقول لي‪ :‬أرجوك أن تسترني‪ ،‬فل ّما وصلوا إلى المستشفى وجدوا أنهم قد‬
‫غسلوه‪ ،‬فقالوا‪ :‬مالكم؟ ألم نخبركم؛ فأبدوا أسبابا ليست قوية‪ ،‬وأ َظ َهر هذه‬
      ‫الأسباب أن المغسل استعجل في تغسيله من أجل أخذ الأجرة على ذلك‪.‬‬
‫قول اكخ عبدالدحمن الوُي‪ :‬سألت الأخ الذي غسله‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان الله‪،‬‬
      ‫لقد غسلناه ولم نشعر بتعب‪ ،‬لقد كان سهلا خفيفا‪ ،‬يرى عليه أثر الطاعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬من حديث جابر بن عبدالله‪ ،‬رواه النسائي (‪ ،)1922/4‬وصححه الألباني في الصحيحة‬
   ‫برقم‪ ،)2017( :‬وحسنه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (ص‪.)638 :‬‬
   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104