Page 97 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 97
97
يكلمني يراني سارح البال ،وأنا أفكر ،وأقول :في نفسي ،سبحان الله ما أسرع ما
ينزل بالعبد البلاء ،وأتذكر كلمته الذهبية© :الحياة فرصة لا يدري الشخص متى
يفجؤه الأجل® ،وكلي فضول إلى معرفة ما الذي جرى ،وكنت أول من علم
بمرضه ،وكتمت الخبر عن الإخوة حتى يأتيني العلم الكامل ،وأيضا لا أقلقهم،
وباختصار لقد كانت فاجعتي بمرضه أكثر من فاجعتي بموته .
فبعد العصر كنت في الغرفة التي في مقدمة المسجد ،فطرق الباب علي
شخص ودخل فإذا به ولده عبدالرحمن استقبلته وكأني ملكت الدنيا ،فشرح لي
مرض أبيه .
ال :كان والدي صائما ثم لما رجع البيت بعد العشاء وقرب له الطعام تلقى
مكالمة من عمي مفادها أن جدتي مريضة ،وأنها بدأت تتكلم بغير شعور ،فقام
أبي من أمام الطعام ،وقال :لقد نغصت حالة أمي علي العشاء ،ولكن في آخر
الليل سآكل -بإذن الله -فقمنا إلى النوم ،فل ّما كان الأذان الأول ،وجدنا أبي قد
انزلق في بلاط البيت ،فأسرعنا إليه ،وهو ينظر إلينا ،ولا يستطيع الحركة ،فعلمنا
أنه قد انزلق في الليل وبقي على تلك الحالة إلى الفجر ،ما استطاع أن يقوم ،ولا
أن ينادينا ،فأخذناه وأدفأناه ،واتصلنا بأخي ،فجاء لكن أبي لا يستطيع الحركة،
فحاولنا أن نأخذه برفق إلى السيارة ،ثم ذهبنا إلى مستشفى قريب ،فقالوا :هذا
حالته خطيرة أسعفوه إلى صنعاء ،وأعلمنا أن عنده اسهالا وطرشا منذ ثلاثة أيام
ولم يخبر أحدا ،مما أدى إلى سحب السوائل من جسمه ،فسبب له ذلك أن