Page 96 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 96
96
قصة مرض :
كنت في الغرفة التي في مقدمة المسجد بعد الشروق ،وكنت أعتاد أني لا
أذهب حتى يأتي من مسجد التوفيق بعد الحلقة التي يقيمها ،ففي ذلك
الصباح لم يأت فقلت :لعله اليوم ذهب إلى بيته ،فجئت الساعة الحادية عشرة
قبل الظهر فلم أره فزاد خوفي وقلقي لأنه لا يتأخر إلى هذا الوقت أبدا ،فقلت:
لن أتواصل معه خوفا من إزعاجه ،حتى يأتي وقت مراجعتي معه ،فبعد أن أذن
الظهر انتظرته فلم يأت ،فأمسيت في قلق عليه ،لاسيما أنه أخبرني الليلة التي قبل
أن أمه مريضة ،وبدأت تخرف ،لأنها قد جاوزت المئة من عمرها ،فقلت :لعل
أمه توفيت وشغل بها ،ثم بعد درس الظهر ،ما استطعت أن أتحمل الموقف
وقلت :سأتواصل به اتصالا وأسأله عن حاله ،فاتصلت به على جواله وقلبي
ينبض قلقا ،وأنا أتردد في قطع الاتصال ،فلما ر ّن عدة رنات ،أجابني صوت
مختلف ،فقلت :أين عمي أحمد ،فقال لي :هو بين الحياة والموت ،قلت :ما
الذي حصل له؟ ومن أنت؟ قال :أنا عبدالرحمن ابنه ،سآتي إليك وأخبرك ،ثم
أغلق المكالمة.
كيف أصف ذاك الشعور الذي انتابني ،كنت أقول :بالأمس وهو عندنا في
أتم عافية ،والآن لا أدري ماذا أصابه ،قواي ضعفت ،وفمي َج ّف ريقه ،ومن