Page 100 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 100
100
الصلاة عل :
الت زو :وصاني قبل مرض موته ،قال :إذا أنا مت فلا يصلي علي إلا
الشيخ الإمام ،ومما يدل على ذلك أنه رفض إسعافه عند مرضه إلى صنعاء
خشية أن يموت هناك فلا تنفذ وصيته ويحدث عامة الناس من البدع المألوفة
عندهم بعد موته ،وعند الدفن ،وقد حصل ما كان يخشاه .
تفاوض الإخوة مع أبنائه وأخيه ،في تنفيذ وصيته ،ولكن لأسباب واهية،
وتعليلات عليلة ،تعلل بها أبناؤه وأخوه ،وقالوا :سنصلي عليه هنا في صنعاء،
وحاول الإخوة معهم ،بل قال الأخ -الذي تكفل بعلاجه :-أنا مستعد بكل
التكاليف التي تحتاجونها لنقله إلى معبر ،ولكن قدر الله وما شاء فعل ،رفضوا
ذلك كله ،وأعلنوا الصلاة عليه في اليوم التالي بعد صلاة الظهر ،في مسجد معاذ
بن جبل- ،وهذا المسجد كان يصلي فيه أيام عمله -وأعلنوا الدفن له في المقبرة
القريبة منه وهي- :مقبرة ماجل الدمة -فطلعنا في اليوم التالي مجموعة كبيرة من
مدينة معبر ،وقلوبنا حزينة ،ليتهم نفذوا وصية أبيهم- ،فكم كان حريصا على أن
ي َصلي عليه شيخنا العلامة محمد الإمام حفظه الله ويدفن عند إخوانه في معبر،
بل أوصى بذلك ،-وصلنا صنعاء قبل أذان الظهر ،ودخلنا المسجد قلوبنا تكاد
أن تطير ،أين صاحبنا؟ نريد أن نراه ،فوجدناه في نعشه م َسجى ببردة في مؤخرة
المسجد ،فلما كشفنا عن وجهه رأينا وجها لطالما سجد لربه ،وجها ملؤه النور،
وتزين وج َهه لحيته التي بدأ الشيب يظهر فيها ،وبماذا أعبر وماذا أقول ،كنت