Page 58 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 58
58
المغرب صلى ركعتين ،وبعد صلاة المغرب وصلاة سنتها ،يقوم إلى مكانه وقد
جهز كتبه ودفاتره قبل الصلاة ،فيبدأ بحفظ الحديث الذي يمليه علينا شيخنا
الإمام ،وكان حريصا كل الحرص على حفظ الأحاديث وكتابة الفوائد التي
يلقيها علينا شيخنا الإمام في الدرس ،ثم إذا أذن المؤذن لصلاة العشاء صلى
السنة القبلية ،وبعد صلاة العشاء ،يتجه مباشرة إلى بيته ،ولا يصلى سنة العشاء
إلا في بيته ،ولا يقبل أي مراجعة بعد العشاء ،وكذلك يوم الخميس والجمعة.
ال مدة :لما قلت له :اجعل لي يوم الخميس ،لأقرأ عليك كتابا ،فقال:
يوم الخميس والجمعة ،لأمي وأولادي ،فإن كانوا مشغولين ،أو مسافرين ،فإني
أقبل على مكتبتي أقرأ فيها.
وقد يتعجب القارئ الكريم :كل هذا الوقت وهو في المسجد ،فمن الذي
يقوم بشؤون أولاده وبيته ،والحاصل أنه كان معه ولده الأكبر عبدالرحمن ،كان
قريبا منه في المسجد فيرسله ،إذا احتاجوا شيئا ،وأيضا في الأمور التي لابد منها
كالمرض ،ونحوه فإنه يذهب هو بنفسه يقضي حاجات أهله ،ويرجع ،أما يوم
الخميس من بعد الظهر ،وكذلك يوم الجمعة ،فإنه كان يرجع إلى بيته ويبقى
عند أولاده وأمه.
ومما سه ع ي البقا في المسُد أمو ،منها:
-1أنه كان يشتري حاجات أهله لمدة كبيرة ،فمثلا حاجات الأكل يأخذها
بالجملة.