Page 61 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 61

‫‪61‬‬

‫ذلك الوقت‪ ،‬بل كان يؤشر لي بعد الصلاة فورا أن أغلق باب الغرفة‪ ،‬وعرفت‬
‫أن إسراعه إلى بيته من أجل أن يبكر في النوم‪ ،‬ليقوم في الليل‪ ،‬وكان ما إن يصل‬

        ‫إلى بيته إلا ويجد العشاء قد قدم له‪ ،‬ثم يصلي ما فتح الله عليه‪ ،‬ثم ينام‪.‬‬
‫‪ -1‬الت زو ‪© :‬كان يوقظني كل يوم لأصلى معه ما تيسر من الليل‪ ،‬وإذا‬
‫لم أقم نضح في وجهي الماء‪ ،‬وكان يقوم كل ليلة من الساعة الواحدة بعد‬
‫منتصف الليل إلى الفجر‪ ،‬ويصلي ما فتح الله به عليه‪ ،‬ثم يقبل على مراجعة‬
‫العلم‪ ،‬ثم إذا قرب الفجر‪ ،‬عاد إلى الصلاة‪ ،‬ثم يوتر‪ ،‬وإذا كنت عند أهلي‬
‫مسافرة يتصل لي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل‪ ،‬من أجل أن يوقظني‬
‫لأصلي ما فتح الله عل ّي‪ ،‬وما أصعب الليلة التي رجعت فيها من صنعاء بعد دفنه‪،‬‬
‫قمت في الليل فتذكرته ‪ ،‬وكنا إذا قلنا له لا تتعب نفسك‪ ،‬لا تجهد نفسك‬
‫قول ‪© :‬ا نموا الحياة‪ ،‬فالحياة فدص‪ ،‬سيأتي و ت فنا في القبو ي ًرا‪،‬‬

               ‫ا هدوا في الدفيا® هذا الكلمة كم كان يكررها‪ ،‬ويرددها علينا‪.‬‬
‫ت‪ :‬ذكرني حاله ‪ ‬بما أخرج الدينوري(‪ )1‬بسنده إلى الثوري قال‪:‬‬

                   ‫قي َل للربيع بن خ َثي ٍم‪َ :‬لو َأ َرح َت َنف َس َك؟ َقا َل‪َ :‬را َح َت َها أريد‪.‬‬
                            ‫وقد قيل‪© :‬من طل َب الراح َة تر َك الراحة®(‪.)2‬‬

                                              ‫(‪ )1‬المجالسة وجواهر العلم (‪.)47/4‬‬
                        ‫(‪ )2‬انظر‪" :‬الزهد" للبيهقي (‪ ،)83‬و "أدب الدنيا والدين" (‪.)65‬‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66