Page 55 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 55

‫‪55‬‬

                    ‫‪‬‬

                             ‫‪ ‬ات ال وم ة لا س ما قب وفات ‪:‬‬
‫سأذكر ما أعرفه عنه لاسيما في السنوات الأخيرة‪ ،‬قبل موته فقد صحبته لمدة‬

                                             ‫سنتين‪ ،‬ومعرفتي به من قبل‪:‬‬
‫فقد كان حريصا على وقته جدا‪ ،‬فبارك الله له في وقته‪ ،‬وكان أغلب يومه في‬
‫مقدمة المسجد‪ ،‬يأتي المسجد في الصباح الباكر‪ ،‬ولا يرجع إلى بيته إلا في الليل‬

                            ‫الدامس‪ ،‬وهاك تفصيل يومه‪ ،‬لاسيما قبل موته‪:‬‬
‫يأتي قبل صلاة الفجر من بيته إلى مسجد النور‪ ،‬مسجد دار الحديث بمعبر‪-،‬‬
‫حرسها الله‪ -‬من مسافة كبيرة‪ ،‬أكثر من مسافة كيلو‪ ،‬وبيده عصا ليدفع بها ما قد‬
‫يعتدى عليه من الكلاب‪ ،‬ولا يبالي باللصوص‪ ،‬أو شدة الظلام‪ ،‬أو إذا كان هناك‬
‫مطر‪ ،‬بل همته تفوق كل ذلك‪ ،‬فيصلي في الدار‪ ،‬ثم بعد صلاة الفجر يذهب إلى‬
 ‫مسجد التوفيق يبعد عن الدار قرابة (‪ 600‬متر) عنده حلقة لتعليم الصبيان القرآن‪.‬‬
‫ت ل مدة‪ :‬لماذا لا تصلي في مسجد التوفيق فهو أيسر لك‪ ،‬فقال‪ :‬أحب أن‬

          ‫أشهد الجماعة الكبيرة‪ ،‬وأيضا أريد أن أصلي على الجنائز إن وجد‪.‬‬
‫ة ال ل عبدالدحمن الوُي‪َ © :‬صل في مسجد التوفيق‪ ،‬وأنا سأفعل لك‬
‫رسالة إن وجدت جنازة®‪ ،‬فلم يقبل بل ظل على هذه الحال حتى توفاه الله‪،‬‬
‫فيذهب بعد صلاة الفجر إلى هذا المسجد ليقيم حلقة التحفيظ‪ ،‬ثم يرجع في‬
‫الشروق إلى مسجد النور‪ ،‬فيتقدم إلى الصف الأول‪ ،‬ويدخل الغرفة التي في‬
   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60