Page 57 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 57

‫‪57‬‬

‫فإذا أذن العصر يقوم يصلي أربع ركعات‪ ،‬لا يتركها‪ ،‬وأراه يرفع يديه بالدعاء‬
‫بعد كل أذان يدع ولو بدعا ٍء قليل‪ ،‬ثم بعد صلاة العصر ينطلق فورا إلى مكان‬
‫حلقته عند الأستاذ‪/‬سليمان الحضرمي وفقه الله يسمع للطلاب كتاب الله‪ ،‬وكان‬
‫حريصا على طلابه‪ ،‬مشجعا لهم‪ ،‬لا يأنف من أن يسمع لصغار الطلاب أو‬
‫يسمع لكبارهم‪ ،‬ولم يقل يوما‪ :‬أنا أحفظ القرآن عن ظهر قلب‪ ،‬وعندي كذا من‬

    ‫الخير‪ ،‬أعطوني طلابا كبارا‪ ،‬هذا لم يحصل أبدا‪ ،‬فالمهم أنه يعلم كتاب الله‪.‬‬
‫وفي احم مدة جاء العيد‪ ،‬فتوقفت حلقات التحفيظ فقال المشرف‪ :‬من‬
‫تواصلنا معه من المدرسين يأتي يدرس‪ ،‬ومن لم نتواصل به لا يأتي‪ ،‬فلما بدأت‬
‫حلقات التحفيظ‪ ،‬رأيت عمي أحمد ‪ ‬لم يذهب للتدريس‪ ،‬فقلت له‪ :‬في‬
‫ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬لم يتواصلوا بي‪ ،‬وأنا رأيت أن أحضر درس العصر فرصة‪ ،‬فيسر الله‬
‫لي أن التقيت بالمدير الأستاذ سليمان الحضرمي‪ ،‬فأخبرته فقال‪ :‬سبحان الله بل‬
‫هو من خيرة المدرسين‪ ،‬ولكن غفلنا عنه‪ ،‬ثم تواصلوا به وعاد إلى التدريس‪،‬‬
‫بدون زعل أو حنق‪ ،‬وواصل في هاتين الحلقتين إلى أن توفاه الله‪  ،‬رحمة‬

                           ‫الأبرار‪ ،‬وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار‪.‬‬
‫ثم بعد أن ينتهي من تسميعه للطلاب‪ ،‬ينزل إلى مكانه في مقدمة المسجد‪،‬‬
‫ويصلي تحية المسجد يأتي إليه أخ يتسامعان القرآن والأخ الذي لازمه إلى‬
‫موته‪ ،‬هو الأخ إبراهيم الرضمي‪ ،‬كان يسمع جزءا وعمي أحمد جزءا إلى قبل‬
‫المغرب بدقائق‪ ،‬ثم بعد ذلك‪ ،‬قراءة الأذكار‪ ،‬يتهيأ للوضوء وللصلاة فإذا أذن‬
   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62