Page 53 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 53
53
علمها كيف تقرأ القرآن ،وهي في الثمانين من عمرها ،فأصبحت تقرأ القرآن
قراءة صحيحة®.
وأمه معمرة ،بلغ عمرها إلى حين وفاته مئة وثمان سنين ،ولا زالت على قيد
الحياة إلى حين كتابة هذه الأسطر ،وقد َبر بها برا عجيبا ،حتى إنها من ك َبرها
أصابها الخرف ،والتخيلات في بعض أوقاتها ،ومع هذا كان بارا بها غاية البر،
ويصبر عليها صبرا عجيبا.
-2تقول زو © :كان بارا بأمه كثيرا ،وكان يقوم في الليل ويوقظها،
ويقودها إلى الحمام ،ويجهز لها ماء مع عسل وقرنفل ،ويسقيها ،ويقبل رأسها،
وإذا أراد الخروج إلى المسجد قال :ادعي لي أنا سأذهب المسجد ،وكان يتودد
إليها كثيرا ،وإذا غضبت اشترى لها ما يرضيها عنه ،وكان يعطيني ويقول :أعطي
أمي من أجل أن ترضى عني وعنك ،وكان يحثني دائما أن أزيد في خدمة أمه،
ويقول لي :إن أمي خط أحمر ،وإن اهتمامك بأمي يجعل لك المكانة العالية في
قلبي®.
-3ت© :وقبل موته بأيام ذهب إلى بيته في وقت لا يذهب فيه غالبا وتأخر،
فلما رجع سألته عن حاله؟ فقال :أمي اصابها الخرف والوساوس ،بسبب كبر
سنها ،فقد أثارت ضجة في البيت ،وتصرخ وتقول :إن زوجتي سحرتها ،وأنها
تريد تذهب مركز القراءة ،فحاولت أقنعها فما استطعت ،فذهبت برا بها،
واتفقت مع القارئ أن يزيل الوسواس الذي عندها ،فل ّما قرأ عليها- ،وهي