Page 66 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 66

‫‪66‬‬

‫ويأكله بتخفي‪ ،‬ثم يقول‪ :‬الحمد لله‪ ،‬قد شبعت‪ ،‬فأتعجب وأقول‪ :‬سبحان الله‪،‬‬
‫كيف شبع من هذا البسكويت‪ ،‬وهو قليل لا يكفي لتصبير الجوع‪ ،‬فكيف بالشبع‬

                                                             ‫‪.®‬‬
‫ت‪ :‬ومع هذا فقد كانت بنيته قوية‪ ،‬وكان إلى السمن أقرب‪ ،‬فأقول‪:‬‬
‫سبحان الله‪ ،‬كيف أعطاه الله ذلك مع قلة ما يأكل‪ ،‬ولكن الله هو الواهب‪ ،‬وهذا‬
‫لا يدل أبدا أنه كان لا يهتم بصحته‪ ،‬بل كان حريصا عليها‪ ،‬ومن ذلك أنه كان لا‬
‫يحب أكل المطاعم أو الدكاكين‪ ،‬بل كان يعجبه أكل البيت‪ ،‬لا سيما الأكل‬
‫البلدي‪ ،‬بل كان يقول لي‪ :‬أن الشخص يعتني بجسده‪ ،‬بحيث لا تدب فيه‬

                            ‫الأمراض‪ ،‬فربما تعطل عن طلب العلم ‪.‬‬
                                       ‫‪ ‬ات ال وم ة في هر م ان‪:‬‬

‫أخي القا ئ‪ :‬إذا عرفت من حاله في أيام فطره وما كان عليه من اجتهاد‬
‫وإقبال‪ ،‬فلك أن تتخيل كيف حاله في موسم الطاعة والغفران‪ ،‬ومن توفيق الله لي‬
‫أني لازمته في رمضان عام (‪ 1445‬من هجرة النبي ) ورأيت العجب العجاب‬
‫من سيرته وإقباله‪ ،‬وقد رأيته في آخر رمضان عاشه‪ ،‬مقبلا على القراءة من‬
‫المصحف‪ ،‬وبعد المغرب كان يقرأ في التفسير المختصر‪ ،‬ولاحظته في العشر‬
‫الأواخر من رمضان قد وصل في التفسير إلى سورة الإسراء‪ ،‬فلعله انتهى منه‬
 ‫آخر رمضان ‪ ‬وكان يعمل بهدوء‪ ،‬لا تدري متى بدأ في أي مشروع يعمله‪.‬‬
‫و د ت ل ‪ :‬مرة يا عم أحمد ذكر النووي ‪ ‬أن القراءة من المصحف‬
   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71