Page 78 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 78
78
بعض الطلاب شراءه -خاصة التحقيق الذي اشتراه -فذهبت واشتريت له
الكتاب و جئت به إليه ،لما رأى وطالع بعض صفحاته ،كنت أراه في حالة
عجيبة من الفرح والسرور ،وكأن بيده كنزا عظيما- ،وهو كذلك -ثم أعطاني:
مئة ريال سعودي ،وقال :لها معي مدة ،قد ادخرتها للشيء الطارئ ،أو المرض،
والباقي سأحاول جاهدا أن أعطيك في أقرب وقت ،ثم ل ّما أعلن الشيخ أنه لن
يدرس في هذا الكتاب ،بل سيواصل في صحيح البخاري ،رأيته حزينا مكروبا،
فقلت له :لعل الله يعوضك خيرا ،قال :ما حزني على المال ،أنا أخشى أن يبقى
الكتاب في المكتبة مدة كبيرة لا أقرؤه.
ثم لم يلبث إلا أياما حتى توفاه الله وكان هذا آخر كتا ٍب اشتراه ،وقد
يسر الله بقضاء ما كان عليه من الدين.
ولو أن عنده مالا لرأينا منه العجب العجاب ،في هذا الباب ،فقد كان يخبرني
أن زوجته تغار من شرائه للكتب ،بسبب تكلفه للديون ،فكان إذا اشترى كتابا
أدخله مكتبته دون أن َتشعر به ،ول ّما رأى بعض الفضلاء حالته المادية ،ونهمته
في الشراء نهره ،وزجره وقال له كلاما شديدا ،فهون قبل موته من الشراء ،مع
رغبته في ذلك ،فأسأل الله أن يعوضه الجنة.
ثان ا :همت في مطالعة الكتب ،والقرامة:
فيهــا شــعا ٌ ل ــ م أفــا ــات َ و َ بي ُـو تعـا َ مضـ َُوي
-1تقول زو © :كان حريصا على مطالعة الكتب®.