Page 32 - القول السامي من سيرة السالمي
P. 32

‫‪32‬‬

‫يصيب المسلم من نصب ولا وصب‪ ،‬ولا هم ولا حزن‪ ،‬ولا أذى ولا غم‪ ،‬حتى‬
                                 ‫الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه®(‪.)1‬‬

‫وقبل موته بأيام ابتلى بألم في بطنه –ما يسمى بمرض الكوليرا‪ -‬ثم أصيب‬
‫على إثره بجفاف الكلى‪ ،‬وقد استمر في بيته أياما وامتنع من إسعافه إلى المشفى‬
‫حتى اشتد به المرض فأسعفه أقاربه إلى صنعاء بالقوة وبدون رضاه ولعله والله‬
‫أعلم قد أحس بالموت فأراد أن يموت في معبر ليصلي عليه إخوانه ومحبوه من‬

                                                ‫أهل السنة ويدفن معهم‪.‬‬
                                                 ‫أما ابتلام الله ل في مال ‪:‬‬
‫فقد كان قبل مجيئه إلى طلب العلم‪ ،‬في رغد العيش‪ ،‬وكان مسؤولا على‬
‫مخازن الأدوية‪ ،‬وكان على جهاز الحاسوب‪ ،‬وكان بمرتبه يعول أكثر من أسرة‪،‬‬
‫فلما أن أقبل على العلم ورضي بالله والدار الآخرة‪ ،‬ضاق عليه الحال‪ ،‬وربما‬
‫تمر عليه الأيام لا يجد قوت يومه‪ ،‬ومع ذلك ما سمعته يوما قط‪ ،‬يتضجر من‬
‫الحالة التي هو فيها‪ ،‬بل كان يقول‪ :‬لأولاده اصبروا هي أيام ونرحل من الدنيا‪،‬‬
                                         ‫ونكون في رغد عيش‪-‬بإذن الله‪.-‬‬
‫‪ -1‬الت زو ‪© :‬لما جاء يطلب العلم‪ ،‬كانت أموره من جهة المال‬
         ‫مشدودة فربما لا يشترى الدجاجة إلا في الشهر مرة بسبب قلة المال®‪.‬‬
       ‫‪ -2‬و ال مدة‪© :‬والله إنه يمر العام ولا يدخل بيتي فاكهة الموسم®‪.‬‬

                                                      ‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5642‬‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37